في رثاء الشهيد سعيد صيام..وستحرق التلمودَ نار
محمد..جف الكتاب وكفت الأقلام...قصيدة بقلم زياد السلوادي
تبكـي لِفقــدِ أسُـــودِهـا الآجــامُ
وتريــقُ مـاءَ عيونِهـا الأقـْـلامُ
فالحزنُ أوغلَ في الخلائق كلها
لمـَّا مضى عنهـا سعيــدُ صيـامُ
حارتْ عيونُ المجدِ مَنْ لدموعِها
هـذا الحـَريُّ بهــــا أمْ الإسـلامُ ؟
واحتــارت الأهـوالُ مـن لبكائها
مِقدامُــــها هــــذا أم الإقـْـــدامُ ؟
***
يـا يـومَ أثخـنَ في سعيدٍ غدرُهمْ
لا كنـتَ ، يـومَ توالـتْ الأيــّــامُ
لا أشرقـتْ شمـسٌ على متخاذل
لا ذاقَ عيشـاً خُــوَّنٌ ولِئــــــــامُ
لا قــرَّ فــوقَ قــرارهِ متعلـّــــقٌ
بالــذلّ مِـنْ كرسيّــهِ ، ونظـــامُ
***
يا ليلَ غزة كيف بدرُكَ قد هوى
فبغى عليـكَ الظلــمُ والإظـْــلامُ
لاقيْــتَ مـن عَهْــدِ العـدوِّ خيانة
وسقتـكَ مـن خذلانِـها الأرحـامُ
ما كـان إغـلاق المعابـر كافيـاً
حتـى يبـدّلَ بالضيـاء ظــلامُ ؟
سـدّ العـدو شمال غـزة بعضها
وتطوّعـتْ من غربـها الظـّلامُ
يا ويحَ غـزة وهي مثلُ صبيةٍ
باتـتْ يـراودُ طـُهْرَها الحاخامُ
بينـا قساوسـة العروبة أغلقـوا
أبوابَ صَوْمَعَةِ الجهادِ وناموا
ضجّتْ لها مِنْ فنزويلا صرخة
وتساكـَـتَ الأخـْــوالُ والأعْمامُ
يا ويح غـزة وهي مثل غزالةٍ
وعلى الكِناس مِن الضباع زحامُ
لولا كتائبُ مـن ليوث أقبلـــتْ
مـِن كل رُكن قد أتى ضِرْغامُ
فأبوعليٍّ مصطفى، الأقصى هنا
وهُنــــا صلاحُ الديـنِ والقسـّــامُ
معهم سرايا القدس كل كتيبـــــةٍ
في القلب واليد مصحفٌ وحُسامُ
ذادوا عـن الشرفِ العظيم لأمّةٍ
فهـُمُ على صـدرالخلـودِ وســامُ
***
يا أهلَ غزةَ حارَ شعري عندكم
والشعرُ آيـــة مدحِهِ الإعظــامُ
ماذا يقولُ لِكيْ يُصيبَ بوصْفِكمْ؟
ومكانـُكـُمْ لا يـَرْتـَقيـهِ كـــــلامُ!!
فجميلة ، من غير ساقين انبرى
يروي الحكاية ثغرُها البسّــــامُ
قطعوا لها الساقين لكنْ أعلنتْ:
لـَــم تـُقـْطـَع الآمـالُ والأحــلامُ
ولـؤيُّ تفديــهِ النواظـرُ كلـُّهـــــا
لــم يثنِهِ عـن قولها الإظـْــــلامُ :
" شكراً لكم " شكراً وُلاة أمورنا
تفـدي المناصِبَ طفلـة وغـُــلامُ
تفديكُــمُ مِنـّا العيونُ ونورُهـــــا
كيمـا تطول بعهْدِكم أيـّــــــــامُ
نفدي مبادرة السلام وروحَها
حتى يـدومَ مع الهوان ســـلامُ
مريـولُ غيداءٍ عليكـــــم عارُهُ
ما دام في سوق السلام زحامُ
ما دام سوط الأمن يحرسُ عهدَكم
والعِرضُ يُنـْهَكُ والجيوشُ نيامُ
***
شكراً لكم، يا من على فوسفورِكم
تـَعمـى العيـونُ وتـُبـْتـَرُ الأقـدامُ
يا مَنْ على الأطفال كانت حربُكم
وضَحَ الطريقُ وبانتْ الأحْكـــامُ
عَصْرُ المُفاوَضَةِ انتهتْ أيّامـُـــهُ
وستطلبـون ولا يجيء ســــــلامُ
فالجيـلُ آتٍ ، شـــــبَّ قبل أوانِهِ
جيـلُ المقاومةِ الرفيعُ الهـــــــامُ
يجتــــــاحُ كلَّ صغيرة وكبيرة
عاثـَـتْ بـِها الغربـانُ والأبـْــوامُ
ويعيد للتاريـــخ مَجـــراهُ الـذي
دأبـَتْ على تـَحْريفِــهِ الأوهـــامُ
وستـَحْرِقُ التلمـودَ نارُ محمّـــدٍ
جَـفَّ الكتـابُ وكَفـَّتْ الأقـْـــلامُ
*****
[center]