أضع بين أيديكم ... أول خاطرة لي في هذا المنتدى.... وأتمنى أن تحظى بنقدكم البناء...
بعنوان" نصر وشهادة"
وانطلقت الأصوات والضوضاء... وأذن المؤذن : أن استعدوا.... فكان الصف بنياناً مرصوصاً.... المناكب للمناكب ، والدروع اللامعة ، والصهيل يتمازج مع التكبير والدعوات ..
وفي مقدمة الصفوف كانمتزيناً بدرعاه الحديدي وخوذة تجلل وجهه ، بحاجبين مقطبين ، وبريقٍ في عينيه وكأنه نال الظفر قبل ابتداء القتال... وبحزم الواثق يعتلي صهوة جواده ، وعلى شمالته سيفه المسلول قد لمعه وأكرم مقامه...حاولت أن أسترق النظر وأقترب لأقرأ ما نقش عليه ، لكن حال بيننا سواد الكتائب وغبار المسير ، لم أستطع رفع ناظري عنه ، وكأنني ستشفُّ فيه النصر بل أجد بهيبته كل شيء ، حتى قبل أن يحاط بالفوارس...
وهنالك تجهزوا للقاء وأُعطيت الأدوار فتأهبوا للإلتحام ، كان يختال بين الصفوف بوقار وكأنّ الأرض لم تسعه فيرفع رأسه للسماء ... حينها أخذت ألهج بالدعاء وأبتهل بإخلاص... إخلاص العبد المضطر ، وأرجوا ربي رجاء الذليل إلى العزيز...ورفعت خنجري وقدمته إلى فارس فتيٍّ قرأت في ملامحه الفراسة تتوقد ... فملكته إباه... ابتسم ثمَّ ابتلعه خضمّ المعركة...
وتطايرت السيوف والنصال ،وغشيتنا ضبابة سوداء ... أصواتٌ تعلو وأخرى تمتلك المسامع ، فهناك تكسرت سيوف ودروع... وهنا تكبير وصليل وصهيل ... واحتدم القتال وأخذت أرفع صوتي بالدعاء ودموعي تغرق غطاء وجهي... ثمّ تسمرت الملحمة ...فلمحته انعكاس ضياء الشمس على حسامه... كأنه البرق يأخذ بالأبصار... ولمحت درعه وحد سيفه تلونا بالقاني ، فخاطبت قلبي فيه: أن لا ترحم منهم ، واضرب منهم الأعناق...
وانقشع السواد شيئاً فشيئاً... يلحق ببقايا الجيش المذعور المندحر ... وانطلقت الزغاريد وأهازيج النصر والتحميد والتهليل ووتكبريات تهزُّ الأرض وتُمطر السماء.
فألقينا جباهنا على الأرض سجوداً وشكراً وثناءً ، وتخالطت دموع الفرح بمسك الجراح ودمائها وأسرع كل محبٍ إلى حبيبه يتفقده ويقبله ويحدثه عن بطولاته... فسارعت إليه لأتنظر خبره ، فم أره من الواقفين ، بلهفٍ أقلب الجرحى والشهداء... فوجدته قد فتر...
جثوتُ إلى جانبه ومسحت الدماء عن وجهه ولحيته بيدي...أخذتُ أطيل فيه النظر النظر ...بهاء محياه قد اكتسى بالنور ، وابتسامة النصر زادته إشراقاً أحسن رسمها فرحاً وحبوراً .... " إيـــــــــه ، نعم ها أنت فزت ... وظفرت بها ... هنيئاً لك أيها الراحل عنا ... ما أسعدني بك تعانق سيفك ... كم أغبطه هذا الحبيب على حبيبه وأغار منه... هنيئاً لكما " وبطرف شالي أمسح عن عنق سيفك خليط التراب والدم لأقرأ ما نقشته عليه... همستُ في أذن فارسي... الآن اسمح لي أن أقرأ سركما...
وأقبل الجميع إليه ليحملوه ويُعلون أذان النصر مع أذان المغرب... واستيقظت أسمع أنفاسي تسارعت وقلبي شديد الخفقان،
أشعلت المصباح فأدركت أنه كان حلماً... تنهدت بعمق أفكر... ماذا تراه قد كتب على سيفه... فوقع ناظري على رسم ذاك الفارس على جدار غرفتي...رسمت ملامحه بوجه شهيد الانتفاضة هذا... وقد خُطَّ على صورته"
.....
...بقلمــــ دعاة الهدى ــــــــي
وهنا أترك لكم المجال لتتخيلوا معي ماذا كتب على صورة هذا الشهيد البطل وعلى سيف ذاك المجاهد المغوار وعلى رشاش هذا المرابط ؟؟
أنتظر إقتراحاتكم