من طرف يوسف خالد ابو شعيب الأحد أبريل 25, 2010 2:24 pmلماذا نحن مختلفون ؟!
لماذا نحن مختلفون ؟! سؤال لم أجد له جواباً يروي ظمأ تعطشي الأزلي لمعرفة التفسير العقلاني أو التوضيح الإنساني له ....
وطننا على خارطة الكون هو الوطن الوحيد المحتل , وأرضنا هي الأرض الوحيدة الرهينة بأيدي عصابات مارقة مرتزقة , وشعبنا أسير , محاصر , مشتت ومطارد , نتنقل عبر الطرقات بقرارات وشروط وتواقيع وأوامر , وننفى بمعاهدات ووعود واتفاقيات !!
نولد في منافي العالم بلا حقوق ونموت على هامش الحياة وكأننا لم نكن في هذا الوجود !!
أفراحنا مختلفة عن أفراح الآخرين وأحزاننا الدائمة لاتشبه أحزانهم الآنية.....
أعيادنا لها طقوس لاتتشابه مع أعياد بني الإنسان فنحن نمارس أعيادنا بالقوة حيناً وبالعراك مع أعدائنا أحياناً , وبالمظاهرات والبكاء كثيراً , وبالصمت والقهر غالباً ..
حتى أقدارنا لايمكن أن نصنفها مع أقدار عالم البشرية فنكباتنا أبشع وانكساراتنا أكثر , والجرائم والمجازر التي ارتكبت بحقنا أفظع وطرق التعامل مع قضيتنا في كل المجالات أخطر !!
نساؤنا لايعرفن سوى لقاءات النحيب عند وداع الأب والأخ والابن والزوج , لديهن إقامة إجبارية على حواف حفر الموت التي تبتلع قطعاً من أفئدتهن كل حين وكأنهن بذلك يقدمن قرابين لوطنهن من دماء أحبائهن ودموع مأساتهن !!
وأطفالنا يأتون إلى الدنيا مع الفجر وفي عيونهم بريق الثأر وفي أيديهم حجارة الأمل يلهون بها على رؤوس المحتل ويقذفون بها عبر الآفاق وجوه المتخاذلين الجبناء ثم يرحلون في المساء كي يدفنوا في تراب وطنهم المقدس لينبتوا من جديد أجيالاً من المقاتلين!!
ورجالنا يتوّثب عنفوان الثورة في قلوبهم وأفكارهم ويتسابقون إلى الفداء من أجل الكرامة فيقتلون ويؤسرون ويغتالون وهم يحملون أوسمة الكبرياء والتحدي على صدورهم ....
ثم وباتفاقيات ومؤامرات دنيئة تتوقف رصاصاتهم وتتجمد أقدامهم وتُقيد حريتهم , وتتغير أمام عيونهم شعارات الأمس وتستبدل الأهداف والطموحات بغاياتٍ شريرة ملونة بألوان السلام المزيف وبريق الأمان المخادع !!
وسرعان ماتنجلي الحقائق فتتقد شرايينهم بنار العزم والتصميم على مواصلة الكفاح حتى النصر فيصدمون بجدران الغرب وأنفاق الشرق وضباب الأشقاء وأحقاد الأعداء ومكر الرفاق ومراوغة الأصدقاء وانقسامات المصالح وخلافات المطامع فيأخذون بالدوران وسط دوامات الموت والضياع واليأس والإحباط والتهجير يقفون داخل دائرة الطباشير التي رُسمت لهم بمهارة كي لايستطيعوا تجاوزها ينتظرون حكم قضاة الشّر ليتخلصوا مما هم فيه يمدون أيديهم إلى من يظنون أنه مخلصهم فتتكاثر الأيدي التي تحمل مخالب الغدر والفناء تحت أردية الحنان والشفقة وعباءات التقى والورع لتمزقهم وتذهل عقولهم عن حقيقة ماجرى ويجري وسيجري !!!
ألا ندرك الآن أكثر من أي وقت مضى حجم الهوان الذي أمسينا عليه ومقدار التنازلات التي رضخنا لها وخطورة اللعبة العالمية التي تمّ صياغتها منذ سنين في مصانع وأقبية ودهاليز الأطماع العالمية , وفداحة ماوصل إليه أبناؤنا وشعبنا من ظلم وظلام !!
ألا نشعر كم من الضحايا يسقطون كل لحظة في سبيل لقمة العيش , وكم من الأجساد تفنى على معابر الموت وكم من العقول تتحول وتنحرف تحت وطأة الحاجة !!
ألم نصحو بعد على فاجعة الانهيارات التي تلاحقنا حتى ونحن في أقاصي الأرض .....
لقد انهارت مبادؤنا وانهارت أحلامنا وانهارت قيمنا وقوانيننا وانهارت مقدساتنا ومدننا وأشجارنا وبيوتنا وأحيائنا وانهار أبطالنا ومناضلينا وهم ينتظرون العودة ويحلمون بالحرية والوطن واقفين على أرصفة المنافي الإجبارية التي تناثروا عليها مرغمين بلا حول أو قوة !! فلماذا بعد كل هذا نحن مختلفون؟؟؟!!
لماذا لاتتصافح غاياتنا وأهدافنا ومصالحنا كي نغدو كباقي الشعوب لنا وطن وكيانٌ وكرامة ووجود ...
لماذا دائماً مختلفون مشتتون ضائعون مجبرون محاصرون محتلون مطاردون!!
ألا يوجد طريقة تحوّل تلك الأحوال والمُسميات العالقة بنا منذ عصور إلى كلماتٍ فيها عبير الإنسانية ؟
ومتى يحين الوقت الذي نشعر فيه بأننا متحدون عائدون محررون منتصرون
لماذا نحن مختلفون ؟! سؤال لم أجد له جواباً يروي ظمأ تعطشي الأزلي لمعرفة التفسير العقلاني أو التوضيح الإنساني له ....
وطننا على خارطة الكون هو الوطن الوحيد المحتل , وأرضنا هي الأرض الوحيدة الرهينة بأيدي عصابات مارقة مرتزقة , وشعبنا أسير , محاصر , مشتت ومطارد , نتنقل عبر الطرقات بقرارات وشروط وتواقيع وأوامر , وننفى بمعاهدات ووعود واتفاقيات !!
نولد في منافي العالم بلا حقوق ونموت على هامش الحياة وكأننا لم نكن في هذا الوجود !!
أفراحنا مختلفة عن أفراح الآخرين وأحزاننا الدائمة لاتشبه أحزانهم الآنية.....
أعيادنا لها طقوس لاتتشابه مع أعياد بني الإنسان فنحن نمارس أعيادنا بالقوة حيناً وبالعراك مع أعدائنا أحياناً , وبالمظاهرات والبكاء كثيراً , وبالصمت والقهر غالباً ..
حتى أقدارنا لايمكن أن نصنفها مع أقدار عالم البشرية فنكباتنا أبشع وانكساراتنا أكثر , والجرائم والمجازر التي ارتكبت بحقنا أفظع وطرق التعامل مع قضيتنا في كل المجالات أخطر !!
نساؤنا لايعرفن سوى لقاءات النحيب عند وداع الأب والأخ والابن والزوج , لديهن إقامة إجبارية على حواف حفر الموت التي تبتلع قطعاً من أفئدتهن كل حين وكأنهن بذلك يقدمن قرابين لوطنهن من دماء أحبائهن ودموع مأساتهن !!
وأطفالنا يأتون إلى الدنيا مع الفجر وفي عيونهم بريق الثأر وفي أيديهم حجارة الأمل يلهون بها على رؤوس المحتل ويقذفون بها عبر الآفاق وجوه المتخاذلين الجبناء ثم يرحلون في المساء كي يدفنوا في تراب وطنهم المقدس لينبتوا من جديد أجيالاً من المقاتلين!!
ورجالنا يتوّثب عنفوان الثورة في قلوبهم وأفكارهم ويتسابقون إلى الفداء من أجل الكرامة فيقتلون ويؤسرون ويغتالون وهم يحملون أوسمة الكبرياء والتحدي على صدورهم ....
ثم وباتفاقيات ومؤامرات دنيئة تتوقف رصاصاتهم وتتجمد أقدامهم وتُقيد حريتهم , وتتغير أمام عيونهم شعارات الأمس وتستبدل الأهداف والطموحات بغاياتٍ شريرة ملونة بألوان السلام المزيف وبريق الأمان المخادع !!
وسرعان ماتنجلي الحقائق فتتقد شرايينهم بنار العزم والتصميم على مواصلة الكفاح حتى النصر فيصدمون بجدران الغرب وأنفاق الشرق وضباب الأشقاء وأحقاد الأعداء ومكر الرفاق ومراوغة الأصدقاء وانقسامات المصالح وخلافات المطامع فيأخذون بالدوران وسط دوامات الموت والضياع واليأس والإحباط والتهجير يقفون داخل دائرة الطباشير التي رُسمت لهم بمهارة كي لايستطيعوا تجاوزها ينتظرون حكم قضاة الشّر ليتخلصوا مما هم فيه يمدون أيديهم إلى من يظنون أنه مخلصهم فتتكاثر الأيدي التي تحمل مخالب الغدر والفناء تحت أردية الحنان والشفقة وعباءات التقى والورع لتمزقهم وتذهل عقولهم عن حقيقة ماجرى ويجري وسيجري !!!
ألا ندرك الآن أكثر من أي وقت مضى حجم الهوان الذي أمسينا عليه ومقدار التنازلات التي رضخنا لها وخطورة اللعبة العالمية التي تمّ صياغتها منذ سنين في مصانع وأقبية ودهاليز الأطماع العالمية , وفداحة ماوصل إليه أبناؤنا وشعبنا من ظلم وظلام !!
ألا نشعر كم من الضحايا يسقطون كل لحظة في سبيل لقمة العيش , وكم من الأجساد تفنى على معابر الموت وكم من العقول تتحول وتنحرف تحت وطأة الحاجة !!
ألم نصحو بعد على فاجعة الانهيارات التي تلاحقنا حتى ونحن في أقاصي الأرض .....
لقد انهارت مبادؤنا وانهارت أحلامنا وانهارت قيمنا وقوانيننا وانهارت مقدساتنا ومدننا وأشجارنا وبيوتنا وأحيائنا وانهار أبطالنا ومناضلينا وهم ينتظرون العودة ويحلمون بالحرية والوطن واقفين على أرصفة المنافي الإجبارية التي تناثروا عليها مرغمين بلا حول أو قوة !! فلماذا بعد كل هذا نحن مختلفون؟؟؟!!
لماذا لاتتصافح غاياتنا وأهدافنا ومصالحنا كي نغدو كباقي الشعوب لنا وطن وكيانٌ وكرامة ووجود ...
لماذا دائماً مختلفون مشتتون ضائعون مجبرون محاصرون محتلون مطاردون!!
ألا يوجد طريقة تحوّل تلك الأحوال والمُسميات العالقة بنا منذ عصور إلى كلماتٍ فيها عبير الإنسانية ؟
ومتى يحين الوقت الذي نشعر فيه بأننا متحدون عائدون محررون منتصرون
